knowledge
  حوار
 

في حوار صريح مع الحارس العام للخارجية، الأستاذ محمد سلبوك:

ما نسعى إليه هو التواصل مع التلاميذ والرفع من مستواهم المعرفي..

 

لعروصي: في البداية نود أن نشركم السيد الحارس العام على ترحيبك بمجلة الثانوية، وعلى تفضلك بالإجابة على أسئلتنا. ولكي لا نطيل عليكم؛ نود أن نعرف رأيكم في المؤسسة.

 

ذ.محمد سلبوك: أشكركم في البداية على هذه المبادرة الطيبة التي أتيتم على إنجازها. وأشكركم على إتاحة الفرصة لي كي نتواصل  وأجيب عن أسئلتكم واستفساراتكم..

 باختصار، ينقسم رأيي حول المؤسسة إلى قسمين:

رأي إداري : من أفضل المؤسسات في نيابة مكناس على مستوى

* النتائج : سجلنا % 84  في الباكالوريا في الموسم الماضي 2006/2007

                  % 72  في موسم 2005/2006

وعلى مستوى الغياب، نسجل قلة غياب الأطر عن عملهم ، مثلما عاينا  ضعف غياب التلاميذ عن الحصص إلى حدود الآن % 1.8 منها % 1.1 غيابات مبررة

* السلوك: تحلي التلاميذ بسلوك مدني في جل تصرفاتهم {هذا لا يعني غياب الحالات الشاذة} الأخلاق الحميدة } ارتفاع نسبة التواصل بين المتعلم و المعلم بين المتعلمين أنفسهم

ورأي شخصي:  هو عبارة عن انطباعات وجدانية.. فقد أحببت هذه المؤسسة بسبب نضج أطرها وطموح تلامذتها. هكذا أتصور أن علاقتي بالمؤسسة علاقة عاطفية أكثر ما هي إدارية..

 لعروصي: هذا أكيد.

غودان:كيف تنظرون إلى غياب التلاميذ؟

 ذ محمد سلبوك: يمكن أن أقول إن الغياب ينقسم إلى ثلاثة فئات:

1-   فئة التي لها مبررات قانونية  وواقعية، وهي الفئة التي لا تتغيب عن الدروس إلا في حالات قصوى، بحيث فيحضرون شواهد طبية  أو  مصحوبين بأولياء أمورهم الذي يتصل بعضهم عبر الهاتف  إذا كان يعمل خارج المنطقة .

2-  فئة التي لها مبررات واقعية، تريد أن تعمل وتجتهد لكنها غير قادرة عن العمل؛ يدعون مرضهم بمجموعة من الأمراض، ويتصلون فورا بالحراسة العامة للترخيص لهم.  وتعود أسباب غياب هذه الفئة إلى عدم التواصل إما مع مادة معينة أو مع أستاذ معين أو مشاكل داخل المنزل. في هذه الحالة نقوم بالسماح له بالدخول، وبعد ذلك نستدعيه إلى مكتبنا، ونحاول فتح نقاش أخوي معه، وندعمه معنويا وماديا حتى يتجاوز المشكل المطروح.

3-  فئة ثالثة: وهي فئة لا ترغب في الدراسة وتتغيب باستمرار وتعتمد على الكذب في المبررات   التي تقدمها للحراسة، أو تختلق بعض القصص وتقدمها لأحد الأساتذة من أجل التوسط للحصول على ورقة السماح بالدخول.

عروصي: (مقاطعا)  ما هي الإجراءات التي تتخذونها في  مثل هذه الحالات التي عرضتموها؟

الفئة الأولى: لا نطالبها بأسباب الغياب.

الفئة الثانية: نسألهم عن الأسباب ولا نناقشهم فيها.

الفئة الثالثة: نتخذ الإجراءات القانونية.

لكننا نلاحظ انه عند استدعاء أولياء أمور هذه الفئة، فإن المناقشة تصل معهم إلى الباب المسدود؛ لأن ولي الأمر إما مغلوب على أمره (المشكل هنا في طريقة التربية) وإما غائب عن المنزل،  و لا يفهم علاقة الابن بالمؤسسة أو تتم مجاراة الأبناء.. وما يقوله الابن (ة) لا يمكن مناقشته  كأن الذي يكذب هو الأستاذ أو الحراسة العامة.

فحسب تجربتي الخاصة تفشل هذه الفئة عند أول منعرج، ولا تحصل حتى على شهادة الباكالوريا ويعلق الفشل على المؤسسة و أطرها.. ففي نهاية المطاف قررنا في الحراسة العامة غلى جانب بعض الأساتذة خلق مركز الاستماع لجر هؤلاء على الأقل لنسج علاقات ثقة مع الأطر التربوية لتعويض حب ودعم الأسرة.

غودان:هل يمكن أن نقارن بمؤسستنا وباقي المؤسسات؟

أتصور المقارنة صعبة:

إذا قارناها بالمؤسسات الموجودة في المجال الحضري سواء بمكناس أو المدن الأخرى فاني أعتبر مؤسستنا مؤسستا مثالية على مستوى :الانضباط - التواصل – الأطر..

أما عندما نقارنها مع المؤسسات الموجودة بالعالم القروي، فان ثانوية بوفكران ينقصها الكثير على مستوى العمل، فالأطر لا نناقش خبرتها وكفاءتها. لكن ما نصبو إليه على مستوى النتائج لم يتحقق بعد  (أعني الكيف لا الكم) .  فعدد التلاميذ اللذين تمكنوا من ولوج المدارس العليا يعدون على رؤوس الأصابع، مقارنة مع المؤسسات التي لها نفس عدد التلاميذ، رغم أنه ينقصها الكثير على مستوى (البنيات – مكتبات –  غياب الأطر) إذ يتم الاستعانة بموظفين من قطاعات أخرى..

أتصور أنه يجب أن نتساءل:

لماذا لا يحصل التلاميذ على معدلات كبيرة كما حصل السنة الماضية 17.02،    و 16.56 في العلوم التجريبية .

إن مقاربة هذا التساؤل والإجابة عليه تتطلبان استحضار المكونات التالية:

1-    المجتمع المدني؛

2-   جمعية الآباء باعتبارها الركيزة الأساسية التي يجب أن تتحرك في هذا المجال..؛

3-    أطر المؤسسة؛

فكلهم مدعوون إلى  تعميق النقاش،لأن النجاح في الباكالوريا دون معدلات مؤهلة يعتبر فشلا

لعروصي: ما هي الأشياء التي تودون أن تتحقق في هذه المؤسسة؟

الشيء الوحيد الذي أريد أن أحققه في هذه المؤسسة هو الارتقاء بالتلميذ إلى درجة من خلالها يكون مسؤولا على نفسه، لأنني عندما أرتقي به من إنسان لا مسؤول إلى إنسان مسؤول.. أكون قد أديت رسالتي، وكونت جيلا حاصلا على الباكلوريا، ويخرج إلى مجال الحياة، وقادرا على العطاء داخل المجتمع، و نافعا لوطنه ومجتمعه و أسرته.. لأن عدم الارتقاء بالتلميذ إلى درجة المسؤولية يعني فشله. وفي الأخير يكون عبئا على المجتمع والوطن.

غودان: ما هي تطلعاتكم؟

أن أرى الناشئة تكد وتجد لخدمة الوطن والمجتمع. وأن أرى الإشعاع الثقافي  والبيئي الذي يخدم الوطن البلاد والعباد..

لعروصي: ما هي الأعمال المؤطرة داخل المؤسسة ؟

تتنوع الأعمال المؤطرة داخل المؤسسة بين:

  1-أعمال ثقافية:

   * المجلة التي أنتم بصدد إنجازها تحت إشراف ذ. سعيد الشقروني

   *  المسابقة الثقافية  التي يؤطرها الأساتذة : الشكري – محمد عبده

   * الندوات: تدخين والإدمان - الفشل الدراسي،  و اللذان أطرهما ذ. محمد سلبوك

   *  النهوض بيوم ثقافي من تأطير لجنة من التلاميذ تحت إشراف الشقروني  سعيد

  2- أعمال الرياضية:

   * المسابقات تحت اشراف لجنة من التلاميذ و الأستاذ ويدير

  3- أعمال الجماعية:

   * إنشاء مركز الاستماع تحت إشراف ذ.  حميد ورداني –  والأستاذة حمداوي

   * مساعدة التلاميذ ذوي الحاجة تحت إشراف الأستاذ: سلبوك  و جمعية الآباء في شخص ذ.الشكيري

   * لجنة الرحلات تحت إشراف لجنة من التلاميذ.

  4- نوادي:

   * نادي البيئة تحت إشراف: عبد الله كيدا

   * نادي المواطنة تحت إشراف: مولودي لحسن

 وعلى العموم،يبقى دور هذه الأنشطة دور تحسيسي و ومعرفي الهدف منه هو الارتقاء بالذوق الحسي والوجداني والمعرفي للتلميذ وتنمية حس المشاركة الجماعية وتعويده على أخد المبادرة 

لعروصي: الأستاذ محمد سلبوك؛كلمة أخيرة تقولونها لقراء المجلة:

      أشكركم جزيل الشكر، حواركم معنا وتحاورنا الآن، جزء من السلوك المدني.. فما نتغياه هو التواصل الأفضل بيننا باعتبارنا أطرا إدارية وتربوية، وبين التلاميذ الذين نعتبرهم شاغلنا المركزي وجزء من تصورنا ومن وظيفتنا، فهم الحاضر والغد بكل طموحاته وآماله..

        لنا اليقين أن هذه المؤسسة –كباقي مؤسسات البلاد- لن تعدم أبناء أوفياء لمجتمعهم ووطنهم..

أتمنى لكم حظا موفقا في مسيرتكم الدراسية الحياتية..الشيء نفسه أتمناه لكل التلاميذ والتلميذات، إننا دائما مستعدون للتواصل والتحاور مع التلاميذ الذين نعتبرهم الامتداد الإيجابي والبار للمؤسسة والمجتمع والوطن. حظ موفق

 

حاوره: منير لعروصي
 رجاء غودان

 

 
  Aujourd'hui sont déjà 16 visiteurs (21 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement